كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (اسم الجزء: 1)

دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (¬1) .

554 - وعن أبي سعيد الخدري قال: «بعث عليٌ رضي الله عنه وهو باليمن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذُهَيْبَةٍ فقسمها بين أربعة، فقال رجل: يا رسول الله! اتق الله، فقال: ويلك أو لستُ أحقُ أهل الأرض أن يتقي الله، ثم ولّى الرجل، فقال خالد بن الوليد: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لم أُؤمر أن أن أُنَقِّبَ على قلوب الناس، ولا أشق بطونهم» مختصر من حديث متفق عليه (¬2) .

555 - وعن عبد الله بن عدي بن الخيار: «أن رجلًا من الأنصار حدثه أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلس يُسارّهُ ويستأذنه في قتل رجل من المنافقين، فجهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ قال الأنصاري: بلى يا رسول الله، ولا شهادة له، قال: أليس يشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: بلى، ولا شهادة له، قال: أليس يصلي؟ قال: بلى، ولا صلاة له، قال: أولئك الذين نهاني الله عز وجل عن قتلهم» رواه الشافعي وأحمد في "مسنديهما" ومالك في الموطأ (¬3) .
قوله: «لم أؤمر أن أنقب» معناه أنه - صلى الله عليه وسلم - مأمور بالحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر.
¬_________
(¬1) البخاري (3/1077) ، مسلم (1/52) ، النسائي (7/77) ولم يذكر البخاري والنسائي: «ويؤمنوا بي وبما جئت به» .
(¬2) البخاري (4/1581) ، مسلم (2/742) ، أحمد (3/4) .
(¬3) الشافعي (1/320) ، أحمد (5/432) ، مالك (1/171) .

الصفحة 181