كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (اسم الجزء: 4)

قال أبو هريرة: وجاء الوحي وكان إذا جاء لم يخف علينا، فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يقضي. فلما قضى الوحي رفع رأسه، ثم قال: يا معشر الأنصار! أقلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة في عشيرته؟ قالوا: قلنا ذلك يا رسول الله. قال: فما اسمي إذن؟ كلا، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم والممات مماتكم، فاقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن برسول الله.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم» رواه أحمد ومسلم (¬1) .

5360 - وعن أم هاني قالت: «ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره بثوب فسلمت عليه، فقال: من هذه؟ فقالت: أنا أم هاني بنت أبي طالب. فقال: مرحبًا بأم هاني. فلما فرغ من غسله قام يصلي ثمان ركعات ملتحفًا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله! زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلًا قد أجرته فلان بن هبيرة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أجرنا من أجرت يا أم هاني، قالت: وذلك ضحًا» متفق عليه (¬2) ، وفي لفظ لأحمد (¬3) قالت: «لما كان يوم فتح مكة أجرت رجلين من إجرائي فأدخلتهما بيتًا وأغلقت عليهما، فجاء ابن أمي علي بن أبي طالب فنفلت عليهما بالسيف وذكرت حديث أمانهما» .

5361 - وعن هشام بن عروة عن أبيه «لما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام
¬_________
(¬1) أحمد (2/292، 538) ، مسلم (3/1405-1406) (1780) ، وهو عند ابن حبان (11/73-75) (4760) ، وابن أبي شيبة (7/397) ، والطيالسي (1/320) ، وأبي داود (2/163) (3024) مختصرًا.
(¬2) البخاري (1/141، 3/1157، 5/2280) (350، 3000، 5806) ، مسلم (1/498) (336) ، أحمد (6/341، 342، 423، 425) ، وهو عند ابن حبان (3/460-461) (1188) ، والإمام مالك (1/152) (356) .
(¬3) أحمد (6/343) .

الصفحة 1834