كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (اسم الجزء: 1)
سامع» (¬1) ، وقوله: «نضر الله امرءاً سمع منّا حديثًا فيبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه ليس بفقيه» (¬2) ، وأن أكون ممن شمله حديث أبي هريرة مرفوعًا عند مسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (¬3) وأن أكون ممن فاز بنيل نصيب من ميراث خاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطاهرين:
العلم ميراث النبيّ كذا أتى ... في النص والعلماء هم وراثه
ما خلف المختار غير حديثه ... فينا فذاك متاعه وأثاثه
فلنا الحديث وراثةً نبويةً ... ولكل محدث بدعة أحداثه (¬4)
وكنت قد سمعت من مشايخي (¬5) الأعلام طرفًا من السنة صالحًا، وأشرفت في الفروع على أشياء بَعُدت منها بعدًا واضحًا، ورأيت ما وقع من الخلاف
¬_________
(¬1) سيأتي برقم (1993) من حديث أبي بكرة.
(¬2) قوله: «فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من حديث زيد بن ثابت وأوله سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نضَّر الله امرءاً سمع منا حديثًا، فبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه» ، وروى إلى قوله: «وليس بفقيه» أبو داود والترمذي وحسنه، و «نضَّر» بتشديد الضاد المعجمة وتخفيفها معناها: الدعاء بالنضارة، وهي النعمة والبهجة والحسن، فيكون تقديره جمّله الله وزينّه، وقيل غير ذلك، وعن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نضّر الله امرءاً سمع منّا شيئًا، فبلغه كما سمعه، فربَّ مُبلَّغٍ أوعى من سامع» رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان، وسيأتي في كتاب الحج إن شاء الله. تمت. مؤلف.
(¬3) سيأتي برقم (3976) .
(¬4) الثلاثة الأبيات للسيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير، مؤلف "الروض الباسم".
(¬5) من مشايخه القاضي شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني مؤلف نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار.
الصفحة 4
2431