كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (اسم الجزء: 1)

صلاته ولحق بنخله يسقيه، فلما قضى معاذ الصلاة، قيل له، قال: إنه لمنافق أيعجل عن الصلاة من أجل سقي نخله، قال: فجاء حرام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ عنده، فقال: يا نبي الله! إني رأيت أن أسقي نخلاي فدخلت المسجد لأصلي مع القوم فلما طول تجوزت صلاتي ولحقت بنخلي أسقيه فزعم أني منافق، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على معاذ فقال: أفتَّانٌ أنت! أفتَّانٌ أنت! لا تطول بهم اقرأ بسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها، ونحوهما» رواه أحمد (¬1) بإسناد صحيح.

1668 - وفي رواية له (¬2) من حديث بُرَيدة: «أن معاذًا صلى بأصحابه العشاء فقرأ فيها اقتربت الساعة» وذكر نحوه.

1669 - وعن جابر قال: «كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يأتي قومه فيؤمهم، فصلى ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء ثم أتى قومه فأمهم فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده، وانصرف، فقالوا له: نافقت يا فلان! فقال: لا والله! ولآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأخبرنّه، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار، وإن معاذًا صلى معك العشاء ثم أتى فافتتح سورة البقرة، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على معاذ، فقال: يا معاذ! أفتَّان أنت! اقرأ بكذا واقرأ بكذا» رواه البخاري ومسلم (¬3) . وفي رواية للبخاري (¬4) : «فلولا
¬_________
(¬1) أحمد (3/101، 124) .
(¬2) أحمد (5/355) .
(¬3) البخاري (5/2264) ، مسلم (1/339) ، وهو عند أبي داود (1/210) ، والنسائي (2/102) ، وأحمد (3/308) .
(¬4) البخاري (1/249) ، وهي عند أحمد (3/299) .

الصفحة 536