كتاب رحمة للعالمين

المبحث العاشر
تواضعه صلى الله عليه وسلم
[معنى التواضع وتكريم الله للمتواضعين]
يقال: تواضع: تذلل وتخاشع (¬1) والمراد بالتواضع: إظهار التنزل لمن يراد تعظيمه، وقيل: تعظيم من فوقه لفضله (¬2).
والتواضع صفة عظيمة وخلق كريم؛ ولهذا مدح الله المتواضعين فقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63]، أي يمشون في سكينة ووقار متواضعين غير أشرين ولا متكبرين، ولا مرحين، فهم علماء، حلماء، وأصحاب وقار وعفة (¬3).
والمسلم إذا تواضع رفعه الله في الدنيا والآخرة؛ لقوله
¬_________
(¬1) القاموس المحيط ص997.
(¬2) فتح الباري 11/ 341.
(¬3) انظر: مدارج السالكين 2/ 327.

الصفحة 138