كتاب رحمة للعالمين

البطحاء"، ثم تلى جرير {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] (¬1).
فعلى جميع الناس أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان متواضعًا في دعوته مع الناس، فكان يمر بالصبيان فيسلم عليهم، وتأخذه بيده الأمة فتنطلق به حيث شاءت، وكان في بيته في خدمة أهله، ولم يكن ينتقم لنفسه قط، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب الشاة لأهله، ويعلف البعير، ويأكل مع الخادم، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما، ويبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء، فكان متواضعًا من غير ذلة، جوادًا من غير سرف، رقيق القلب رحيمًا بكل مسلم خافض الجناح للمؤمنين، لين الجانب لهم (¬2) صلى الله عليه وسلم.
¬_________
(¬1) ابن ماجه، برقم 3312، والحاكم 2/ 466، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 3/ 128، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 4/ 497، برقم 1876، سورة ق، الآية: 45.
(¬2) انظر: مدارج السالكين لابن القيم 2/ 328 - 329.

الصفحة 141