كتاب رحمة للعالمين

رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرةٍ، فَعلَّق سيفه بغصنٍ من أغصانها، قال: وتفرَّق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجلًا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتًا (¬1) في يده، فقال لي، من يمنعنك مني؟ قال: قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، قال: فشام (¬2) السيف، فهاهو ذا جالس"، ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم» (¬3).
الله أكبر! ما أعظم هذا الخلق! وما أكبر أثره في النفس!
¬_________
(¬1) والسيف صلتاً: أي مسلولاً. انظر: شرح النووي 15/ 45.
(¬2) شام السيف: أي رده في غمده. انظر: المرجع السابق 15/ 45.
(¬3) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة 6/ 96، 97، برقم 2910، وكتاب المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع 7/ 426، برقم 4135، ومسلم، واللفظ له، كتاب الفضائل، باب: توكله على الله - تعالى -، وعصمة الله - تعالى - له من الناس 4/ 1786، 1/ 576، برقم 843، وأحمد 3/ 311، 364. وانظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها للميداني فقد ذكر رواية مطولة عزاها لأبي بكر الإسماعيلي في صحيحه 2/ 335.

الصفحة 150