كتاب رحمة للعالمين

الطعام المباح ما تيسر ولا يتكلف في ذلك، ويقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة، ويخصف نعليه ويرقع ثوبه، ويخدم في مهنة أهله، ويحلِبُ شاته، ويخدِمُ نفسه، وكان أشد الناس تواضعًا، ويجيب الداعي: من غني أو فقير، أو دنيء أو شريف، وكان يحب المساكين ويشهد جنائزهم ويعود مرضاهم، ولا يحقر فقيرًا لفقره، ولا يهاب مَلِكًا لِمُلْكِهِ، وكان يركب الفرس، والبعير، والحمار، والبغلة، ويردف خلفه، ولا يدع أحدًا يمشي خلفه (¬1). وخاتمه فضة وفصه منه، يلبسه في خنصره الأيمن وربما لبسه في الأيسر، وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع، وقد آتاه الله مفاتيح خزائن الأرض، ولكنه اختار الآخرة.

[من صفاته الخَلْقيَّة صلى الله عليه وسلم]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن (¬2) ولا
¬_________
(¬1) أحمد 3/ 398، وابن ماجه برقم 246, والحاكم 4/ 481، وابن حبان موارد 2099 , وانظر: الأحاديث الصحيحة برقم 1557.
(¬2) البائن: أي ليس بالطويل الطول الظاهر.

الصفحة 34