كتاب رحمة للعالمين
ولا لأسود على أحمر إلا بالتَّقوى» (¬1). وهذا فيه الدلالة الواضحة على أنه لا فرق بين الناس إلا بالتقوى، فكلما كان الإنسان لله أتقى فهو أفضل، من أي الأجناس أو الألوان كان.
وقد مَنَّ الله تعالى على هذا النبي الكريم بمكارم الأخلاق كلِّها؛ فإنه لا يُحصى من دخل في الإسلام بسبب خُلُقه الكريم صلى الله عليه وسلم سواء كان ذلك الخُلُق الحسن الكريم: من جوده، أو كرمِهِ، أو عفوهِ، أو صفحِهِ، أو حلمِهِ، أو أناتِهِ، أو رفقِهِ، أو صبرِهِ، أو تواضُعِهِ، أو عدلِهِ، أو رحمتِهِ، أو منِّهِ، أو شجاعته وقوَّتِهِ، أو غير ذلك من مكارم الأخلاق. ومن تتبَّع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان يلازم الخُلُق الحسن في سائر أحواله، فأقبل الناس ودخلوا في دين الله أفواجًا، بفضل الله ثم بفضل حُسْنِ خُلُقِهِ صلى الله عليه وسلم، فكم دخل في الإسلام بسبب حُسْنِ خُلُقِهِ صلى الله عليه وسلم.
¬_________
(¬1) مسند أحمد بترتيب البناء، 12/ 226، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 3/ 266: ((رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)).
الصفحة 5
512