كتاب رحمة للعالمين

وبمحمد نبيًّا، وأشهدك أنَّ شطر مالي صدقة على أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم " (¬1). وهذا يهودي آخر يقول عند الموت: والذي أنزل التوراة إنَّا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنَّك رسول الله (¬2).
وهذا ملك النصارى النجاشي في الحبشة عندما سمع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: إن عيسى عبد الله ورسوله فقال لوفد النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبًا بكم، وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بَشَّرَ به عيسى، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أُقَبِّلَ نعله (¬3). وهذا هرقل عظيم الروم النصراني، يقول لأبي سفيان حينما قال له: «إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدر، وأنه يأمر بعبادة الله وحده، وعدم الشرك به، وينهى عن عبادة الأوثان، ويأمر بالصلاة، والصدق، والعفاف، قال هرقل لأبي سفيان: فإن
¬_________
(¬1) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، 1/ 566.
(¬2) أحمد، 5/ 411، وقوَّاه ابن كثير في تفسيره، 2/ 252.
(¬3) سير أعلام النبلاء، للذهبي، 1/ 438.

الصفحة 9