كتاب شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم

الظاهرية كابن حزم (¬1) رحمه الله حيث قال: لا تصح صلاة المغرب والعشاء في ليلة مزدلفة إلا بمزدلفة، واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة رضي الله عنه، لما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، الصلاة؟ قال: «الصلاة أمامك» (¬2) .
ولكن رأي الجمهور هو الصحيح.
فإن وصل في وقت صلاة المغرب فما المشروع في حقه؟
قيل: المشروع أن يؤخر أيضاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخر الصلاة.
وقيل: المشروع أن يقدم الجمع بين الصلاتين لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى من حين وصل إلى مزدلفة , وكون الجمع يكون تأخيراً لأن هذا وقع اتفاقاً، لأن سير الرسول صلى الله عليه وسلم كان بعيداً وبطيئاً، لأنه على الإبل، فأما إذا كان في السيارات وقد وصل في وقت المغرب فليصل متى وصل ولو كان تقديماً، والحقيقة أن الدليلين متجاذبان.
فقد نقول: إن المشروع أن يبادر بالصلاة متى وصل، لأن هذا كالتحية لمزدلفة كما قلنا في منى أن التحية لها الرمي.
وقد يقال: إن الإنسان يؤخر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن قد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله
¬_________
(¬1) أنظر المحلي 5/121.
(¬2) سبق تخريجه رقم 61.

الصفحة 122