كتاب شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم

رِجَالاً ((¬1) أي أعلم الناس بالحج أو ناد فيهم بالحج و) يَأْتُوكَ رِجَالاً (أي: على أرجلهم وليس المعنى ضد الإناث والدليل على أنهم على أرجلهم ما بعدها) وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (.
وهذه قاعدة مفيدة في التفسير (فإنه قد يعرف معنى الكلمة بما يقابلها) .
ومثلها قوله تعالى: وهو أخفى من الآية التي معنا:) فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً ((¬2) فمعنى ثبات: متفرقون مع أن ثبات يبعد جدا أن يفهمها الإنسان بهذا المعنى لكن لما ذكر بعدها) أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً (علم أن المراد بالثبات المتفرقون.
والتثنية في التلبية هل المقصود بها حقيقة التثنية أي أجبتك مرتين أو المقصود بها مطلق التكثير؟
الجواب: المقصود بها الثاني لأن المعنى إجابة بعد إجابة وإقامة بعد إقامة فالمراد بها مطلق التكثير أي: مطلق العدد وليس المراد مرتين فقط.
ولهذا قال النحويون: إنها ملحقة بالمثنى وليست مثنى حقيقة لأنه يراد بها الجمع والعدد الكثير.
¬_________
(¬1) سورة الحج: آية 27.
(¬2) سورة النساء: آية 71.

الصفحة 18