كتاب مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي

وفي بعض طُرقِ البخاري عن ابن عُمَرَ قال: قامَ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطِيبًا، فَأشَارَ بيدِهِ نَحْوَ مَنْزِلِ (¬1) عَائِشَةَ، فقال: هَا هُنَا الفِتْنَةُ -ثَلاثًا- مِنْ حَيْثُ يَطلُعُ قَرْنُ الشيطَانِ".
وفي طريقِ أخرى (¬2): "قَامَ إِلي جَنْبِ المِنْبَرِ". وفي آخر (¬3): "عَلَى الْمِنْبَرِ". وعن ابن عمر أيضًا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَامنَا، اللَّهُمَّ بَارِك لَنَا في يَمَنِنَا. قالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: "اللهم بَارِك فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا". قالُوا: يَا رَسُولَ الله: وَفِي نَجْدِنَا؟ فأظنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: هُنَالِكَ الزَّلازَلُ والفِتَنُ، وَبِهَا يَطلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ" (¬4).
وروى مسلمٌ (¬5) عن فُضيْل بنِ غَزوانَ قال: سَمِعتُ سالِم بن عبد الله بن عُمَرَ يقولُ: يَا أهْلَ الْعرَاقِ، مَا أسْألكُم عَنِ الصَّغِيرَةِ، وأركَبكُمْ لِلكَبِيرَةِ، سَمِعْتُ أبِي عَبْدَ اللهِ ابنَ عُمَرَ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: إنَّ الفِتنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا، وَأوْمَأ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، مِنْ حَيْثُ يَطلُعُ قَرنا الشَّيْطَانِ. وأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُم رِقَابَ بَعضٍ، وَإنَّمَا قَتَلَ مُوسَى الَّذي قَتَلَ مِنْ آلِ فِرعَوْنَ خَطَأ، فَقَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ-: {وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} (¬6).
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "مسكن".
(¬2) "صحيح البخاري" (6/ 624 رقم 3511).
(¬3) كذا، والرواية في "صحيح البخاري" (6/ 624 رقم 3511).
(¬4) رواه البخاري في "صحيحه" (13/ 49 رقم 7094).
(¬5) "صحيح مسلم" (4/ 2229 - 2230 رقم 2905/ 50).
(¬6) سورة طه، الآية: 20.

الصفحة 260