كتاب مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي

وصبْرِيَ عنكُمْ يَشهَدُ العَقْلُ أَنَّه ... ضعيفٌ ومتروكٌ وذُليَ أَجمَلُ

الحديث الضعيف: هو ما ليس بصحيح وَلاَ حَسنٍ.
وهو جنس تحته أنواع كثيرة، كالشاذ والمعلَّلِ والمضطَربِ وغيرهَا.

والحديث المتروك: هو ما انفرد به رجل مجمع على ضعفه. وقد {يترك} (¬1) الحديثَ والرجلَ بعضُ الأئمةِ ويحتج به بعضهم. الله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وأحكَمُ.
ولا حَسَنٌ إلا استِماعُ حَدِيثِكُمْ ... مشافهةً يُملَى عليَّ فَأنقُلُ

الحديث الحسن، قيل هو: ما عرف مخرَجُه واشتهر رجاله. وقيل: هو الحديث الذي فيه ضعف {قريب} (¬2) محتَمَل.
وقد اختلفوا في حده اختلافًا كثيرًا، ولم يضبطوه بضابط شاف.
وقيل: هو ما كان {راويه} (¬3) من أهل الصدق لكن لم يبلغ درجةَ الصحيح؛ لكونه غيرَ حافظ أو متْقِنٍ.
وقد يكون رجال إسناد الحديث متفقًا على توثيقهم وحفظهم وإتقانهم ولا يكون الحديث صحيحًا، بل يكون حسنًا أو ضعيفًا لعلة مؤثرة فيه أو شذوذ أو اضطراب أو غير ذلك.

والمشافهة: هي السماع من لفظ الشيخ، وهي أرفعُ من القراءة عليه.
¬__________
(¬1) في "الأصل": (ترك) والمثبت من "أ" و"م".
(¬2) من "أ" و"م".
(¬3) في "الأصل": (رواته) والمثبت من "أ" و"م".

الصفحة 272