كتاب مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي
والغامض من الحديث: ما يكون صورته صورة المتصل} (¬1) ولا يكون كذلك.
مثاله: ما رواه عبد الرزاق عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ولَّيتموها أبا بكر فقوي أمين ... " (¬2) الحديث، فهذا صورته صورةُ المتصل، وهو منقطع في موضعين: لأن عبد الرزاق لم يسمعه من الثوري، وإنما سمعه من النعمان بن أبي شيْبَةَ الجندي عن الثوري، {ولم يسمعه الثوري} (1) أيضًا من أبي إسحاق وإنما سمعه من شريك عن أبي إسحاق (¬3)، والله سبحانه وتعالى أعلم.
¬__________
(¬1) سقطت من "الأصل" والمثبت من "أ" و"م".
(¬2) رواه بهذا اللفظ الحاكم في "علوم الحديث" (ص 29).
وذكره بهذا اللفظ ابن الصلاح في "علوم الحديث" (ص 33) وتبعه غير واحد في كتب المصطلح.
والحديث رواه الحاكم في "المستدرك" (3/ 142) وابن عدي في "الكامل" (6/ 541 - 542): الخطيب الغدادي في "تاريخ بغداد" (3/ 301 - 302، 11/ 47) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 419 - 420، 44/ 235) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 253 رقم 405) ولفظه عندهم: "إن وليتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة وفي جسمه ضعف، وإن وليتموها عمر فقوي أمين لا يخاف في الله لومة لائم ... " الحديث.
فلعل اللفظ الذي ذكروه فيه سقط، والله أعلم.
(¬3) كذا قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 29).
وروى العقيلي في "الضعفاء" (3/ 110 - 111) عن محمد بن سهل بن عسكر قال: قيل لعبد الرزاق: سمعت هذا من الثوري؟ قال: لا، حدثني يحيى بن العلاء وغيره. ثم سألوه مرة ثانية، فقال: حدثنا النعمان بن أبي شيبة ويحيى بن العلاء عن سفيان الثوري. قلت: في إسناد هذا الحديث اختلاف كثير، لا يحتمل بسطه هاهنا، فانظر: "تاريخ بغداد" (3/ 302) و"تاريخ دمشق" (42/ 420 - 421، 44/ 235 - 236) و"العلل المتناهية" (1/ 253 - 254)، و"ميزان الاعتدال" (2/ 612 - 613).
الصفحة 280
364