كتاب مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي
أوَري بسُعْدَى والرَّبَابِ وَزَيْنَبٍ ... وَأنتَ الَّذِي نَعْنِي وأنتَ المُؤَمَّلُ
فَخُذْ أَوَّلًا مِنْ اسْمِهِ ثُمَّ أَوَّلًا ... من النصفِ فيه فهْوَ فِيهِ مُكَمَّلُ
أبَرُّ إذا أقسَمْتُ إني بِحُبِهِ ... أهِيمُ وَقَلْبِي بالصِّبَابَةِ يُشْغَلُ (¬1)
إذا أخذت الكلمة الأولى من أول (¬2) البيت الأخير والأولى من أول نصفه صار "إبراهيم" وهو المقصود، والله أعلم.
تم القصيدة مع شرحها، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمَّدٍ وآله تسليما.
{فصل
كان اعتماد العلماء - رضي الله عنه - على حفظ الحديث في القلوب والخواطر لا الكتب والمحابر، فلما انتشر الإسلام وكثر وانقرض عصر الصحابة - رضي الله عنهم - احتاج العلماء - رضي الله عنهم - إلى كتابة الحديث وتقييده وتدوين متونه في الكتب وتجليده، فقيل: إن {أول} (¬3) من دون الحديث عبد الملك بن جريج، ثم تلاه مالك ابن أنس - رضي الله عنه - فكان تبعًا له، وقيل: إن أول من صنف فيه الربيع بن صبيح بالبصرة ثم تلاه غيره ممن ألف فيه ورتب، ثم انتشر بعد ذلك جمع الحديث وتدوينه في الكتب. فجمع الإمام أحمد والبخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي، وأطلقوا على كتبهم اسم "السنن" (¬4)؛ لأنهم
¬__________
(¬1) في "أ"، و"م" (يشعل) بالعين المهملة.
(¬2) من "أ" و"م".
(¬3) سقطت من "أ" وأثبتها من سياق الكلام، والله أعلم.
(¬4) يعني: أبا داود والترمذي والنسائي فقط دون الامام أحمد والبخاري ومسلم، كما هو معلوم، والله أعلم.
الصفحة 282
364