كتاب مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي

فإن لم يكن تامًّا عملَ فيهِ ما قبلَهُ، نحو: مَا قامَ إلَّا بكرٌ.
وإذا استثنيتَ بـ: "ليسَ" و"لا يكونُ" نصبتَ، نحو: قامَ القومُ ليسَ عمرًا، ولا يكونُ بكرًا.
وإن استثنيتَ بـ: "غيرٍ" أعربتَهَا إعرابَ الاسم الواقع بعدَ إلَّا وجررتَ مَا بعدَهَا.
وتقَولُ: قامَ القومُ حاشَا زيدٍ، وخلا عمرٍو بالجرِ، وإنْ شئتَ نصبتَ، فإنْ قلتَ: ما خلا زيدًا نصبتَ لا غير.

بابُ مَا يعملُ عملَ الفعلِ
وهي خمسةُ أشياءَ:
أحدُهَا: اسمُ الفاعلِ إذا كانَ للحالِ أو الاستقبالِ واعتمدَ على شيءٍ قبلَهُ، نحو: زيدٌ ضاربٌ عمرًا اليومَ أو غدًا، فإنْ كانَ بمعنى الماضي لم يعملْ.
والثاني: اسمُ المفعولِ، كقولِكَ: عمروٌ مكرَمٌ غلامُهُ.
الثالثُ: الصفةُ المشبهةُ باسم الفاعلِ، نحو: مررت برجُلٍ كريمٍ أبوهُ، وإن شئتَ أضفتَ وقلت: كريمُ الأبِ.
الرابعُ: المصدرُ، كقولِكَ: عجبتُ من ضربِ زيدٍ عمرًا، ومن ضربِ عمرٍو زيدًا.
الخامسُ: اسمُ الفعلِ، نحو: صَهْ، ومَه بمعنى: اسكتْ، واكففْ، وتقولُ: رويدَك زيدًا، وتَراكِ عمرًا أي: أمهلْ زيدًا، وتراكِ عمرًا أي: اتركْ عمرًا.

الصفحة 299