كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

فصل

ثم يقال بعد هذا للحميدي: ما تقول في سائر الشهداء مثل الغريق والحرق والمبطون والمرأة تموت بجمع وغيرهم ممن نص - عليه السلام - على كونهم شهداء؟ فإن جعلت أرواحهم في الجنة من حين الموت كنت قد خالفت الآية.
فإن قوله: {بَل أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون} [آل عمران: 169]. إنما نزل في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، وكذلك حديث ابن مسعود أيضا.
وإن جعلت أرواح من لم يقتل في سبيل الله من الشهداء مع سائر أرواح المؤمنين كنت قد فرقت بين (¬1) (ق.18.ب) الشهداء مع كون الاسمية شاملة لجميعهم، إذ قال - عليه السلام -: «وما تعدون الشهادة فيكم، قالوا: القتل في سبيل الله، قال: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله»، وذكر الحديث (¬2).
¬_________
(¬1) وقع تقديم وتأخير في الصفحات هنا في النسخة (أ)، وجاء على الصواب في النسخة (ب).
وترتيب صفحات (أ) كالتالي: (17 أ) - (18 ب) - (19 أ) - (17 ب) - (18 أ) - (19 ب) - (20 أ).
(¬2) رواه أبو داود (3111) والنسائي (1846) وأحمد (5/ 446) ومالك (552) وابن حبان (3189 - 3190) والحاكم (1300) والطبراني في الكبير (2/ 191) عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث أن جابر بن عتيك أخبره به.
لكن عتيك بن الحارث انفرد ابن حبان بتوثيقه, وهو معروف بالتساهل. ... =
= ورواه ابن حبان (7/ 458 - 459) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله عز وجل. البخاري (624) ومسلم (1914).

الصفحة 105