كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

فصل

جعل الحميدي الطبقة الثانية هم أصحاب الشمال، والثالثة أصحاب اليمين وهو خلاف (¬1) ما في القرآن، وذلك أن الله تعالى قال: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 7 - 11].
ثم أخذ في تقرير حال المقربين ومآلهم، وذلك هي (¬2) الدرجة العليا، ثم في حال أصحاب اليمين، وهي الدرجة الثانية، ثم في حال أصحاب الشمال.
وهكذا ذكر في آخر السورة (ق.17.ب) الثلاثة الأصناف على هذا الترتيب المذكور.
وإنما حمل الحميدي على أن جعل أصحاب الشمال ثانية وأصحاب اليمين ثالثة ما نذكره، وهو أن أصحاب الشمال مخلدون في النار، إذ ليس فيهم من يستحق ثوابا لكفرهم، كما أن المقربين في الجنة، إذ ليس فيهم من يستحق عذابا لشرف مقامهم واستقامتهم في عبادة ربهم.
¬_________
(¬1) في (ب): عكس.
(¬2) في (ب): في.

الصفحة 111