كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

والقسمان وإن كانت فيهما الموازنة فليس في كل (¬1) واحد منهما تفصيل لأنواعهم ولا لأشخاصهم في الجملة، لأن التنعيم بالثواب مستول على أحدهما، والتعذيب بالعقاب مستول على (¬2) الآخر.
وأما أصحاب اليمين ففيهم تفصيل، إذ منهم (¬3) من ترجح حسناته على سيئاته، ومن تتساوى سيئاته وحسناته، ومن ترجح سيئاته على حسناته فيقتص (¬4) منه.
وهذه الأنواع تحتاج من الكلام إلى تفصيل آخر، وهناك تقع الموازنة التي بنى عليها الحميدي كتابه، وإنما تكون ظاهرة في أهل هذا القسم الذي هو أصحاب اليمين، على ما سيأتي ذكره، فلذلك جعل هذا القسم ثالثا إذ طول الكلام فيه.
ولقد كان يقدر أن يُبقي الترتيب على ما هو عليه، وهو كان الأولى به لاتباع القرآن، فيجعل الطبقة الثانية أصحاب اليمين ويذكرهم ذكرا خفيفا، ويعد بتمام القول فيهم بعد فراغه من ذكر الطبقة الثالثة الذين هم أصحاب الشمال، ويذكر أصحاب الشمال ثم يعود إلى ذكر أصحاب اليمين ويمشي القول فيهم إلى آخر الكلام عليهم، وكل ما ذكره في هذه الطبقة الذين هم أصحاب الشمال فهو مستقيم إلى آخره.
¬_________
(¬1) كذا في (أ)، وفي (ب): لكل.
(¬2) زاد في (ب): النوع.
(¬3) كذا في (أ)، وفي (ب): فيهم.
(¬4) كذا في (أ)، وفي (ب): فيقص.

الصفحة 112