كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

والدليل على ذلك قول الله تعالى (¬1): {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الإنفطار: 13 - 14].
فلا محالة أن المقربين داخلون في جملة الأبرار في هذه الآية، إذ المقصود بها الحصر فيمن هو في النعيم وفيمن هو في الجحيم.
فإذا قصد إلى التفسير قيل في صنف المؤمنين إنهم أبرار ومقربون.
يدل على ذلك أن الله تعالى قال: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} [المطففين: 7]، (ق.20.ب) وهؤلاء هم الكفار بدليل قوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المطففين:. 1 - 11].
ثم قال بعد: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين:18 - 21].
فرفع مقام المقربين على مقام الأبرار.
ويدل على علو مقام المقربين أنه وصف شراب الأبرار بأنه يمزج من العين التي يشرب منها (¬2) المقربون من غير مزاج، فقال: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 27و28].
¬_________
(¬1) في (ب): قوله تعالى.
(¬2) في (ب): بها.

الصفحة 119