كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

وأخبر بما يفعل بالمؤمنين والمؤمنات من إدخاله إياهم الجنات على وجه الخلود فيها وتكفير سيآتهم، وأن ذلك هو الفوز العظيم.
وأخبر بأنه يعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، وأنه غضب عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم جزاء لأعمالهم.
وأخبر أنها ساءت مصيرا، لأجل تخليدهم فيها على وجه الهوان الدائم والعذاب اللازم.
فانتظمت هذه الآيات ذكر الخاتمة للجميع، وهو ما يفعل بنبيه محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وما يفعل بالمؤمنين به وبنبيه من الرجال والنساء، وما يفعل بالكافرين به وبنبيه من الرجال والنساء، سواء كان الكفر باطنا أو ظاهرا، فالكفر الباطن هو النفاق، والكفر الظاهر هو الإشراك.
وليس للمذنبين من أهل الكبائر ههنا ذكر أصلا، ولابد أن يدخلوا في أحد هذه الأقسام، إذ المقصود بها الحصر في أهل التنعيم بالثواب والتعذيب بالعقاب.
ومحال أن يكون أهل الكبائر من المسلمين منافقين أو مشركين، لأنهم مؤمنون بالله تعالى وبنبيه ظاهرا وباطنا، أعني بألسنتهم وبقلوبهم، وإنما معاصيهم في فروع الدين، فلابد أن يدخلوا في المؤمنين والمؤمنات الذين يدخلهم الله الجنة، وإن عذب بعضهم في النار على وجه القصاص، لأن مآلهم إلى الجنة ومستقرهم فيها على ما قدمناه.

الصفحة 167