كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

نقل اللفظ:
قال الحميدي: ثم قد صح بالنص والإجماع أن الكفار مخلدون في النار غير خارجين منها أبدا بعد دخولهم فيها يوم القيامة، وصحت أيضا بنص القرآن الموازنة وأنه لا يجزى أحد إلا بما كسب، وصح عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه ذكر من يخرج من النار على مراتب، وأنه يقدم من في قلبه مثقال شعيرة ثم مثقال برة، ثم مثقال كذا، على حسب ما ذكر من المقادير مع قول لا إله إلا الله، فلم يبق إلا أنهم المؤمنون المسيئون بيقين لاشك فيه.
ونحن ذاكرون نص الحديث، إذ الغرض تبين ما فيه من المقادير، وليكون أقرب لفهم ما تعلق من هذه المسألة به، لكونه حاضرا معها متصلا بها إن شاء الله فنقول، وبالله تعالى التوفيق:
إنه قد روى الثقتان: سعيد بن أبى عروبة وهشام صاحب الدستوائي كلاهما عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة». (¬1)
¬_________
(¬1) رواه مسلم (193) وابن ماجه (4312) وابن أبي شيبة (7/ 221 - 418) وأبو يعلى (2889 - 2955 - 2993) عن سعيد عن قتادة عن أنس. ... =
= ورواه البخاري (44 - 4206 - 6975) ومسلم (193) والترمذي (2593) وأبو عوانة (1/ 156 - 157) والطيالسي (1966 - 2010) وأبو يعلى (2955 - 2976 - 2977) عن هشام عن قتادة عن أنس.
ورواه عن قتادة كذلك شعبة وأبو عوانة وهمام وجميعها في البخاري.
وللحديث طرق عديدة عن أبي هريرة وابن عباس وغيرهم.

الصفحة 203