كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)
فصل
قول الحميدي في موازنة الكفار واستدلاله بالآية وتأويله {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} ... [الكهف: 105] كل ذلك حسن، وقد قاله أبو محمد بن حزم في كتاب الفصل (¬1)، فإما أن يكون أخذه من قول الحميدي في هذا الكتاب لكونه رواه واستحسنه، وإما أن يكون الحميدي أخذه (ق.62.ب) من كتاب الفصل ونقله إلى كتابه.
وكذلك قوله: إن الكفار مختلفون في كيفية العذاب في شدته ونقصانه صحيح أيضا، فليس عذاب من سفك الدماء وغصب الأموال وقطع الطريق منهم كمن ترهب ولبس المسوح واعتزل الناس (¬2) وإن شملهم اسم الكفر جميعا.
ومن الدليل على أن الكفار يتفاضلون في العذاب ويختلفون فيه بالتخفيف والتضعيف والشدة قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه» (¬3).
¬_________
(¬1) (4/ 54).
(¬2) في (ب): النساء.
(¬3) رواه مسلم (211) وأحمد (3/ 13 - 27 - 78) والحاكم (8734) عن أبي سعيد الخدري.
ورواه مسلم (212) والحاكم (8735) وابن أبي شيبة (8/ 94) عن ابن عباس. ... =
= ورواه البخاري (6193 - 6194) ومسلم (213) والترمذي (2604) والحاكم (8730 - 8731 - 8732 - 8733) وابن أبي شيبة (7/ 50) والبزار (8/ 198) والطيالسي (798) عن النعمان بن بشير.
وفي الباب عن أبي هريرة.