كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

عليهم السلام في ليلة الإسراء به (¬1): آدم في سماء الدنيا، ويحيى وعيسى عليهما السلام في الثانية، ويوسف - عليه السلام - في الثالثة، وإدريس - عليه السلام - في الرابعة، وهارون - عليه السلام - في الخامسة، وموسى وإبراهيم عليهما السلام في السادسة والسابعة (¬2).
وبهذا قطعنا على أن السماوات هي الجنات ضرورة لصحة الإجماع على أن أرواحهم في الجنة من الآن، ومن المحال أن يكونوا في مكانين مختلفين في وقت واحد، وكذلك جاء النص أيضا في الشهداء من طريق ابن مسعود وغيره، قال الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ} [آل عمران: 169].
وإذا صح أن الشهداء في الجنة فمن المحال أن يكون أحد في أفضل مرتبة وأعلى محلة من الأنبياء عليهم السلام فصح أنهم متقدمون في هذه المنزلة ومستأهلون لها لا يجوز غير ذلك، انتهى كلامه.
¬_________
(¬1) كذا في (ب)، وفي (أ): أبيه.
(¬2) وقع في بيان منازل الأنبياء تعارض، راجع له الفتح لابن حجر (7/ 210) (13/ 485) وكتابي: "الأحاديث المنتقدة" رقم (396).

الصفحة 34