كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

الباب الثاني: في حكم أهل الفترة:
وأهل (¬1) الفترة هم الناس الذين يكونون بين أزمنة الرسل، كما بين زمن عيسى ومحمد صلى الله عليهما (وسلم) (¬2)، إذ لم يكن بينهما رسول إلى الخلق، قال الله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ} [المائدة: 19].
وقال نبينا محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أنا أولى الناس بعيسى بن مريم، الأنبياء أولاد علات، وليس بيني وبين عيسى نبي» (¬3).
وإذا ثبت هذا، فكل من كان بينهما من الأمم الذين لم يبعث إليهم عيسى - عليه السلام - لا يلزمهم التكليف، إذ لا خطاب، وإذا لم يخاطبوا بالشريعة ولا لزمهم التكليف فهم غير معاقبين ولا معذبين.
¬_________
(¬1) في (ب): أهل.
(¬2) من (ب).
(¬3) رواه البخاري (3258 - 3259) ومسلم (2365) وأبو داود (4675) وأحمد (2/ 319 - 406 - 437 - 463 - 482 - 541) وابن حبان (6194 - 6195 - 6406) وابن أبي شيبة (8/ 660) والحاكم (4153) والطيالسي (2575) عن أبي هريرة.

الصفحة 414