كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1) على ملاحظة التفضيل بالبداءة حيث فعل ذلك، وقال: «نبدأ بما بدأ الله به» (¬2)، وفي رواية، «ابدؤوا بما بدأ الله به»، على الأمر.
وقد احتج أبو محمد بن حزم في كتابه بهذه الرواية.
وإذا أمرنا أن نبدأ بما بدأ الله به فنحن نفعل ذلك، فكما نجعل الأنبياء فوق الصديقين، والشهداء فوق الصالحين، فكذلك نجعل الصديقين فوق الشهداء للترتيب الذي رتبهم الله عليه.
وكذلك قال الله تعالى في آية أخرى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} [الحديد: 19].
هذا إن كان الشهداء في هذه الآية هم الذين قتلوا في سبيل الله، إذ ذلك (¬3) محتمل فيهم.
¬_________
(¬1) أكثر المواطن التي ذكر فيها النبي اقتصر فيها على الصلاة في (أ)، بينما ذكرت الصلاة والتسليم معا في (ب)، فمشيت في سائر الكتاب على ما في (ب)، فإن ذكر في أحدهما الصلاة والآخر التسليم أشرت لذلك غالبا.
(¬2) رواه أبو داود (1905) والنسائي (2961). (2974) والترمذي (862) وابن ماجه (3074) وأحمد (3/ 320 - 388) ومالك (835) وابن الجارود (465) وابن خزيمة (2620) وابن حبان (3943) والبيهقي (1/ 85 - 3/ 315) والطيالسي (1668) وأبو يعلى (2027) وغيرهم من طرق عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر وسنده صحيح.
وهو عند مسلم (1218) وغيره من نفس الوجه بلفظ: أبدأ.
ورواه النسائي (2962) وأحمد (3/ 394) وابن الجارود (469) والدارقطني (2/ 154) من نفس الوجه بلفظ: ابدؤوا.
(¬3) في (ب): ذاك.

الصفحة 43