كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

وفي قصة ذي نواس ذكر مكي في الهداية (¬1) عن الربيع بن أنس (¬2) قال: كان أصحاب الأخدود قوما مؤمنين اعتزلوا الناس في الفترة وإن جبارا من عبدة الأوثان أرسل إليهم يعرض عليهم الدخول في دينه أو يلقيهم في النار، فاختاروا إلقاءهم في النار على الرجوع عن دينهم فألقوا في النار، فنَجَّى (¬3) الله المؤمنين الذين ألقوا في النار عن (¬4) الحريق بأن قبض أرواحهم قبل أن تمسهم النار.
قال: وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم فذلك قوله: {وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10] أي في الدنيا، لأجل النار التي أحرقتهم (¬5).
وقد روى صهيب عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬6) حديثا طويلا في قصة أصحاب الأخدود، خرجه مسلم (¬7)، إلا أنه ليس فيه تعيين دين الراهب، ولا دين الغلام الذي دل على الراهب وكان على دينه، ولا دين الملك القاتل لهما والمحرق بالنار لأصحاب الأخدود.
¬_________
(¬1) الهداية لمكي بن أبي طالب (291 - نسخة العامة: 218ق).
(¬2) رواه ابن جرير (12/ 525) وأبهم شيخه قال: حدثت عن عمار ... الخ.
(¬3) في (ب): فأنجى.
(¬4) في الهداية لمكي بن أبي طالب (291 - نسخة العامة: 218ق): من.
(¬5) في الهداية لمكي بن أبي طالب (291 - نسخة العامة: 218ق): أي لهم عذاب جهنم في الآخرة ولهم عذاب الحريق في الدنيا وهي النار التي خرجت إليهم من الأخدود فأحرقتهم.
(¬6) في (أ): - عليه السلام -.
(¬7) رواه مسلم (3005) والترمذي (3340) وأحمد (6/ 17) وابن حبان (873) عن صهيب.

الصفحة 441