كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)
فصل
(عبادة العرب للملائكة) (¬1)
وهكذا عبدوا الملائكة أيضا، وزعموا أنها بنات الله.
جاء في السير لابن إسحاق (¬2) أن ابن الزبعري قال للوليد بن المغيرة وغيره من قريش عندما نزلت: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: 98]: أما والله لو وجدت محمدا هاهنا لخصمته، فسلوه (¬3): أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده؟، فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد عيسى بن مريم، فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101]. إلى آخر الآيات.
وهكذا قال بعض قريش بحضور جماعتهم للنبي - عليه السلام -: نحن نعبد الملائكة وهي بنات الله، حين قال له بعضهم: "لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله وبالملائكة قبيلا"، في قصة طويلة مذكورة في السير (¬4).
¬_________
(¬1) هذا العنوان زيادة مني.
(¬2) السيرة النبوية (2/ 9)، وكلام المصنف هنا مختصر.
(¬3) كذا في (أ)، وفي (ب): فسألوه، وفي السيرة: فسلوا محمدا.
(¬4) (1/ 179).