كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

والذي يصح عندنا ويظهر لنا أن حسان إنما قال هذه الأبيات بعد النبي - عليه السلام - لما تدل عليه معانيها، ويكفينا منها قول حسان: إن أبا بكر (ق.8.ب) هو أول من صدق الرسول، ومتابعة ابن عباس له على ذلك.
وتقدم أبي بكر - رضي الله عنه - للناس في المبادرة إلى الإيمان بالنبي - عليه السلام - والتصديق له معلوم.
ولذلك جاء في التفسير في قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] أن الذين جاء بالصدق هو نبينا - عليه السلام -، والذي صدق به هو أبو بكر - رضي الله عنه -، وهذا أحد التأويلات في الآية، وهو قول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (¬1) فيها (¬2).
وقد جاء عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3) ما يؤيد ذلك، وهو أنه قال عن أبي بكر - رضي الله عنه - (¬4) لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (¬5) في حديث: «إن الله بعثني إليكم
¬_________
(¬1) من (ب).
(¬2) رواه ابن جرير (11/ 5).
وقيل: الذي جاء به النبي, والمصدق المؤمنون.
وقال السدي: الذي جاء به جبريل, والمصدق محمد.
وقيل غيرها.
راجع تفسير ابن جرير (11/ 5) وابن كثير (4/ 53).
(¬3) في (ب): عليه السلام.
(¬4) من (ب).
(¬5) من (ب).

الصفحة 55