كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ فهل أنتم تاركون لي صاحبي»؟ (¬1).
وهكذا فعل أبو بكر - رضي الله عنه - (¬2) مع قريش، إذ أنكرت حديث الإسراء، وقالت له: يا أبا بكر، هل لك في صاحبك يزعم (¬3) أنه ذهب إلى بيت المقدس وصلى فيه ثم رجع إلى مكانه (¬4) في (¬5) ليلته، فإنه (¬6) قال لهم أولا: إنكم تكذبون عليه، فلما قالوا له: هاهو ذاك في المسجد يحدث به الناس، قال أبو بكر: والله لئن كان قاله لقد صدق (¬7).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (3461) والبيهقي (10/ 236) عن أبي الدرداء.
(¬2) من (ب).
(¬3) كذا في (ب)، وفي (أ): فزعم إلى.
(¬4) في (ب): مكة.
(¬5) في (ب): من.
(¬6) كذا في (ب)، وفي (أ): فإنهم.
(¬7) رواه الحاكم (4407) - (4458) واللالكائي (4/ 773) والبيهقي في الدلائل (2/ 361) من طريق محمد بن كثير الصنعاني عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة.
وصححه الحاكم على شرطهما.
وفيه نظر, لأن محمد بن كثير ضعيف.
ورواه الذهلي في الزهريات ومن طريقه قاسم بن ثابت السرقسطي في الدلائل عن يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي بن شهاب عن عمه، كما في الفتح (8/ 392).
وهذا مرسل.
ورواه عبد الرزاق (5/ 328) عن معمر عن الزهري مرسلا.
فلعل هذا هو الصحيح فيه.

الصفحة 56