كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

فصل

ومن الدليل على ما تقدم قول رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه» (¬1).
فإنه - عليه السلام - أخبر بأن كل من ولد من بني آدم على الفطرة يولد، وإذا ولدوا على الفطرة ومات أحدهم قبل البلوغ فقد مات عليها، وإذا مات عليها فهو في الجنة لا محالة.

*- (معنى الفطرة) (¬2)
واختلف العلماء في معنى الفطرة في هذا الحديث (¬3):
1. فمنهم من قال: هي ما أخذه الله على ذرية آدم من الميثاق قبل أن يخرجوا إلى الدنيا يوم استخرج ذرية آدم من ظهره فخاطبهم بقوله: ألست بربكم قالوا بلى، فلما أقروا له بالربوبية وقعت الولادة عليها حتى يقع التغيير عنها بالأبوين.
¬_________
(¬1) تقدم.
(¬2) هذا العنوان زيادة مني.
(¬3) راجع: التمهيد (18/ 59 - 68 - فما بعد)، والاستذكار (3/ 99)، وتفسير القرطبي (14/ 25)، وحاشية السنن لابن القيم (12/ 316 - فما بعد)، وشفاء العليل (470)، وشرح النووي على مسلم (16/ 207)، والفتح لابن حجر (3/ 248 - 249 - 258) والمحرر الوجيز (13/ 258)، والمفهم لأبي العباس القرطبي (1/ 388) والفتاوى لابن تيمية (4/ 246 - 281 - 303 - 312).

الصفحة 678