كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

ومن الدليل على ما قلناه في تأويل الفطرة الآية التي استدل بها أبو هريرة إذ قال: "واقرأوا إن شئتم: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] " (¬1)، فإنه - رضي الله عنه - ساقها حجة له عند السامعين وتصديقا لرواية ما رواه عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذ كان معنى ما سمعه منه - عليه السلام - في قوله: «كل مولود يولد على الفطرة»، موجودا في الكتاب العزيز لإخبار الله تعالى أنه فطر الناس على (ق.134.ب) الفطرة التي ذكرها.
¬_________
(¬1) هو طرف من حديث كل مولود يولد على الفطرة، وقد تقدم، وقد خرجه هكذا مسلم (2658) وأحمد (2/ 275) وابن حبان (1/ 339) والبيهقي (6/ 202) عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة.
وقد قال ابن حجر في الفتح عن زيادة "واقرأوا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها" (3/ 249): وظاهره أنه من الحديث المرفوع، وليس كذلك بل هو من كلام أبي هريرة أدرج في الخبر، بينه مسلم من طريق الزبيدي عن الزهري، ولفظه: ثم يقول أبو هريرة اقرءوا إن شئتم.

الصفحة 684