كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

أبوان على غير الإسلام فإنهما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، قالوا: وليس المعنى أن جميع المولودين من بني آدم أجمعين يولدون على الفطرة، بل المعنى أن المولود على الفطرة بين الأبوين الكافرين محكوم له بحكمهما في كفرهما، حتى يعبر عنه لسانه ويبلغ مبلغ من يكسب على نفسه، وكذلك من لم يولد على الفطرة وكان أبواه مؤمنين حكم له بحكمهما مادام لم يحتلم، فإذا بلغ ذلك كان له حكم نفسه.
قال: واحتج قائلو هذه المقالة بحديث ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي - عليه السلام - قال: «الغلام الذي قتله الخضر طبعه الله يوم طبعه كافرا» (¬1).
وبحديث أبي سعيد الخدري عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: «ألا إن بني آدم خلقوا طبقات: فمنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا.
ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا.
ومنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت كافرا.
ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت مؤمنا» (¬2).
¬_________
(¬1) رواه مسلم (2661) وأبو داود (4705) والترمذي (3150) وأحمد (5/ 112) وابن حبان (6221) والطيالسي (538) واللالكائي (4/ 603) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 86) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 86).
(¬2) رواه الترمذي (2191) وأحمد (3/ 19 - 61) والحاكم (8543) والحميدي (2/ 331) والطيالسي (2156) من طريق علي بن زيد عن أبي نضرة عنه.
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف.
وتابعه داود بن أبي هند عن أبي نضرة به، رواه الطبراني في الأوسط (3/ 331) والصغير (312).

وسنده صحيح. ... =
= وشيخ الطبراني بدر بن الهيثم القاضي ثقة له ترجمة في السير (14/ 530)، وباقي رجاله من رجال التهذيب.
وتابع ابن جدعان كذلك: عطاء بن ميسرة خرجه الطبراني في الأوسط (3817).
وله شاهد عن ابن مسعود عند الطبراني في الكبير (10/ 223) والأوسط (8501).

الصفحة 688