كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

وإنما كانوا سابقين لاتصافهم أولا بما وصفهم الله به في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} [المؤمنون: 57]. الآيات.
إلى أن وصفهم آخرا بالمسارعة في الخيرات.
وقد أمرنا الله تعالى بالمسابقة والمسارعة، ومعناهما واحد، فقال: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} [آل عمران: 133].
وفي موضع آخر: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ} [الحديد: 21].
وحقيقة المفاعلة إنما تكون بين اثنين فصاعدا (هذا) (¬1) هو الأصل فيها، تقول العرب: سابقتهم فسبقتهم، كما جاء عن عائشة أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2) (قال) (¬3) لها: «سابقيني»، (قالت) (¬4): (ق.11.أ) فسابقته فسبقته فلما كان بعد قال: «سابقيني، فسابقته فسبقني، فقال: هذه بتلك» (¬5).
¬_________
(¬1) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬2) كذا في (ب)، وفي (أ): عليه السلام.
(¬3) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬4) ما بين القوسين سقط من (ب).
(¬5) رواه ابن ماجه (1/ 636) وأحمد (6/ 39) وابن حبان (10/ 545) والحميدي (261) من حديث سفيان بن عيينة عن هشام عن أبيه عن عائشة.
وهذا سند صحيح.
ولهشام فيه شيخ آخر هو أبو سلمة, خرجه الطبراني (23/ 47). ... =
= وللحديث طريق آخر عند أحمد في مسنده (6/ 280) عن عائشة مختصرا بسند فيه علي بن زيد ابن جدعان، وهو ضعيف.

الصفحة 70