كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)
وقد بقي لهذه الطائفة مما احتجوا به على ما نقلناه قبل عن أبي عمر، حديث سمرة في الرؤيا الذي فيه من قول النبي - عليه السلام -: «وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم, وأما الولدان حوله فكل مولود يولد على الفطرة» (¬1). وليس لهم فيه حجة من وجهين، بل الحجة عليهم بهما:
أحدهما: إنه ليس فيه إلا مثل لفظ الحديث الذي ادعوا فيه الخصوص, وهم بذلك في الحديث المتقدم أعذر من جهة أنه (¬2) - عليه السلام - لم يقتصر (ق140.أ) فيه على قوله: «كل مولود يولد على الفطرة»، حتى أضاف إلى ذلك «فأبواه يهودانه أو ينصرانه» بحيث توهموا أنه موضع الخبر فغلطوا بذلك في التأويل.
وأما حديث سمرة، فاستقل بقوله: «فكل (¬3) مولود يولد على الفطرة»، من غير مزيد.
وهذه الجملة من مبتدأ وخبر هي خبر الولدان المذكورين في قوله: «وأما الولدان»، وهم جميع من يولد على الفطرة.
¬_________
(¬1) تقدم.
(¬2) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬3) في (ب): كل.