كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

وكذلك الاستباق يكون أيضا بين اثنين (فصاعدا، قال الله تعالى حكاية عن إخوة يوسف) (¬1): إنا ذهبنا نستبق، وقد أمرنا الله سبحانه بالاستباق في (الخير، فقال في غير موضع من كتابه) (¬2) العزيز: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148].
فمن امتثل هذه الأوامر المتقدمة وعمل (بمقتضاها، فهو من السابقين) (¬3) الذين قال الله فيهم: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10 - 11].
(وأما قوله) (¬4) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» (¬5) (فإنما أراد بذلك أمته جملة، ومعنى) (¬6) السابقين في هذا الموضع معنى الأولين، أي الذين يسبقون جميع الأمم إلى الفصل بينهم يوم القيامة بين يدي الله تعالى، ثم يسبقون إلى دخول الجنة، لأنهم أول من يدخلها.
¬_________
(¬1) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬2) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬3) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬4) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬5) رواه البخاري (836 - 856 - 3298) ومسلم (855) عن أبي هريرة.
(¬6) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).

الصفحة 71