كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم» (¬1).
فإنه - عليه السلام - أمر معاذا بأن يدعو أهل اليمن أولا إلى عبادة الله أي: إلى معرفته، ولم يقصد بذلك الأعمال التي تُعُبد الخلق بها، يبين ذلك أمران:
أحدهما: إنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال بإثر الدعوة إلى عبادة الله، «فإذا عرفوا الله فأخبرهم» (¬2) ففسر العبادة بمعرفة الله، فدل ذلك على أنها هي التي قصد بالذكر، ومن المحال أن تتأتى الأعمال على وجه التقرب ممن لا يعرف المتقرب إليه بها.
والثاني: إن الأعمال بعد ذلك ذكرها بقوله: «فأخبرهم بكذا» فلو قصد أولا بذكر العبادة الأعمال لم يكن لذكرها بعد ذلك معنى، فأمره - عليه السلام - بدعوة الناس في أول الحال إلى عبادة الله (¬3) ثم ترتيبه على تحصيلها الإعلام
¬_________
(¬1) رواه البخاري (1331 - 6937) ومسلم (19) وأبو داود (2/ 104) والترمذي (625) والنسائي (2435) وابن ماجه (1783) وأحمد (1/ 233) والدارمي (1575) وابن حبان (156 - 5081) والبيهقي (4/ 96 - 101 - 7/ 7 - 8) والدارقطني (2/ 135 - 136) وابن خزيمة (4/ 23 - 58) والطبراني في الكبير (11/ 426) والأوسط (3/ 158) عن ابن عباس.
وفي أكثر هذه المصادر بلفظ: فإن أطاعوك لذلك. وأما باللفظ الذي ساقه المصنف: فإذا عرفوا الله فعند البخاري (1389) ومسلم (19).
(¬2) في (ب) اقتصر على: فأخبرهم.
(¬3) سقطت من (ب).

الصفحة 719