كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

وقد جاء هذا نصا في الحديث، فإن في بعض ألفاظه: «نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم بين الخلائق». (¬1)
وفي لفظ آخر: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة». (¬2)
ويحتمل أن يكون للسابقين في هذا الموضع تأويل آخر، وهو أن تجعل الأمة كلها أيضا سابقين باعتبار سبقهم لليهود والنصارى، لأنهم مذكورون في هذا الحديث، ونصه بكماله: «نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة، بيد أن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا وأوتيناه (¬3) من بعدهم، ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا هدانا الله له والناس (¬4) لنا (فيه تبع) (¬5): اليهود غدا والنصارى بعد غد».
وهذه الطرق كلها في صحيح مسلم (¬6).
¬_________
(¬1) رواه مسلم (856) والنسائي (1368) وابن ماجه (1083) عن أبي هريرة وحذيفة.
(¬2) رواه مسلم (855) وأحمد (2/ 274 - 473) عن أبي هريرة.
(¬3) كذا في (ب)، وفي (أ): وأوتينا.
(¬4) كذا في (أ)، وفي (ب): فالناس.
(¬5) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬6) تقدم قريبا.

الصفحة 72