كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)
فصل
ومن الدليل على تعميم بني آدم في الفطرة أيضا قول رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حاكيا عن الله تعالى: «إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا». الحديث (¬1).
خرجه مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشعي عن النبي - عليه السلام -، وقد أخبر - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه أن الله تعالى خلق العباد كلهم حنفاء.
وقد قيل في قوله تعالى: {حُنَفَاء لِلَّهِ} [الحج: 31] معناه: مسلمين (¬2).
وقد روي في هذا الحديث: «خلقت عبادي كلهم حنفاء (ق.142.ب) مسلمين» (¬3).
¬_________
(¬1) رواه مسلم (2865) وأحمد (4/ 162) وابن حبان (653 - 654) والبزار (3491) والطيالسي (1079) والطبراني في الكبير (17/ 358 - 360 - 361 - 362) والأوسط (2933) عن عياض ابن حمار.
(¬2) قال القرطبي (12/ 55): معناه: مستقيمين أو مسلمين مائلين إلى الحق.
وقال ابن كثير (3/ 219): أي مخلصين له الدين منحرفين عن الباطل قصدا إلى الحق.
(¬3) رواه الطبراني في الكبير (17/ 363) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 73) من طريقين عن محمد ابن إسحاق عن ثور بن يزيد عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عياض بن حمار المجاشعي. ... =
= وابن إسحاق مدلس، وقد عنعن.