كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

وحديث عائشة (رضي الله عنها) (¬1) قالت: سألت خديجة النبي - عليه السلام - عن أولاد المشركين، فقال: «هم مع آبائهم»، ثم سألته بعد ذلك فقال: «الله أعلم بما كانوا به عاملين» ثم سألته بعدما استحكم الإسلام، فنزلت: «ولا تزر وازرة وزر أخرى» فقال: «هم على الفطرة أو قال: في الجنة» (¬2).
وحديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «سألت ربي عن اللاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم، فأعطانيهم» (¬3).
¬_________
(¬1) من (ب).
(¬2) لم أقف عليه بهذا التمام.
(¬3) رواه أبو يعلى (4101 - 4102) وابن الجعد (2906) من طريق عبد العزيز الماجشون عن محمد ابن المنكدر عن يزيد الرقاشي عن أنس.
ويزيد الرقاشي ضعيف.
وتابع الماجشون عليه: ابن أبي سلمة، رواه ابن عبد البر في التمهيد (18/ 117).
وخالفهما عبد الرحمن بن إسحاق.
فرواه عن محمد بن المنكدر عن أنس، فأسقط الرقاشي.
خرجه أبو يعلى (3636) وعنه ابن عدي في الكامل (5/ 150).
لكن في سنده عمرو بن مالك البصري ضعيف.
وتابع عبد الرحمن بن إسحاق: عبد الرحمن بن حسان الكناني ثنا محمد بن المنكدر عن أنس، خرجه الضياء (7/ 202) من طريق صفوان بن صالح ثنا الوليد عنه به.
وصفوان بن صالح والوليد بن مسلم يدلسان ويسويان، فلعل أحدهما أسقط الرقاشي بين ابن المنكدر وأنس. ... =
= فالصحيح في هذا الحديث من هذه الطريق هو من طريق الرقاشي عن أنس.
والرقاشي ضعيف كما تقدم.
ورواه مرة أخرى عبد الرحمن بن إسحاق فقال عن الزهري عن أنس.

خرجه أبو يعلى (3570) والطبراني في الأوسط (5957) وابن عدي (4/ 302 - 6/ 19) من طريق عبد الرحمن بن المتوكل عن فضيل بن سليمان عنه به.
لكن عبد الرحمن بن المتوكل هو أبو سعد القارئ البصري لم يوثقه غير ابن حبان (8/ 379).
قال الحافظ في الفتح (3/ 246) بعد أن عزاه لأبي يعلى عن أنس: إسناده حسن.
فلعله يقصد لغيره.
وروى الحديث ابن عباس، لكن قال فيه: الله أعلم بما كانوا عاملين. خرجه الطبراني في الكبير (11/ 330) والأوسط (1997) قال: حدثنا أحمد بن عمرو نا عبد الواحد بن غياث نا أبو عوانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عنه، وسنده جيد.

الصفحة 726