كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

فصل

(استعاذة أهل الجاهلية بالجن) (¬1)
ولمعرفة أهل الجاهلية بوجود (¬2) الجن كما قلناه (¬3)، وكونهم يشعرون عندهم بأمور الناس كانوا إذا سافر منهم أحد فنزل بواد يقول: أعوذ برب هذا الوادي من جميع ما أحذر.
يعني بذلك كبير (¬4) الوادي من الجن.
وقد ذكر الله تعالى فعلهم هذا في كتابه العزيز فقال: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن: 6].
والرهق: السفه والطغيان (¬5)، أي ازداد الإنس بذلك طغيانا ومعصية.
¬_________
(¬1) هذا العنوان زيادة مني.
(¬2) في (ب): لوجود.
(¬3) في (ب): قلنا.
(¬4) كذا في (أ)، في (ب): زعيم.
(¬5) قال في اللسان (5/ 345): والرهق: السفه وغشيان المحارم.
وانظر تهذيب اللغة (5/ 260) والصحاح (4/ 229).

الصفحة 745