كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

فصل

(جعل أهل الجاهلية الجن شركاء) (¬1)
(ق.146.ب) ولمعرفة أهل الجاهلية أيضا بوجود الجن واعتقادهم أنهم يقدرون على نفعهم جعلوهم شركاء لله، قال الله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ} [الأنعام: 100].
قيل في التفسير: أي أطاعوهم وعبدوهم كطاعة الله (¬2).
وقيل: معناه أنهم نسبوا إليهم الأفعال التي لا تكون إلا لله.
و {الْجِنَّ} في الإعراب مفعول أول لجعلوا، و {شُرَكَاء} هو المفعول الثاني (¬3).
ويجوز أن يكون الجن بدلا من شركاء، و {لِلّهِ} في موضع المفعول الثاني، واللام متعلقة بجعل (¬4).
وعلى القول الأول تكون متعلقة بشركاء.
وقوله: {وَخَلَقَهُمْ} التقدير: وهو خلق الجن، ويجوز أن يكون المعنى: وخلق الجاعلين لهم شركاء.
¬_________
(¬1) هذا العنوان زيادة مني.
(¬2) روي ذلك عن الحسن وغيره، كما في تفسير القرطبي (7/ 53).
(¬3) قاله النحاس كما في تفسير القرطبي (7/ 52).
(¬4) تفسير القرطبي (7/ 52).

الصفحة 747