كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

كرامته (وأحلهم من الحظوة عنده) (¬1) المحل الذي ليس فوقه (محل لصنف من) (¬2) بني آدم غيرهم لكونهم (أكرم الخلق عنده) (¬3) وأعظمهم قدرا لديه.
فإذا تقرر هذا، فنقول ظهر لنا في تعيين المقربين، والعلم عند الله سبحانه، وجهان: الوجه الأول: أن يكون المقربون هم جميع الأصناف المذكورين في قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69].
وإنما قلنا ذلك لأن الله تعالى أخبر في هذه الآية أن هؤلاء الأربعة الأصناف هم الذين أنعم الله (¬4) عليهم، وقد فرض سبحانه على هذه الأمة في كل صلاة من صلواتهم (¬5) أن يسألوا الهداية إلى صراطهم بوجوب قراءة أم القرآن في (الصلاة) (¬6)، وفيها: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، ثم فسره تعالى بإثبات ونفي.
فالإثبات قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} [الفاتحة: 7] والذين أنعم سبحانه عليهم هم الذين ذكرهم في الآية الأولى على ما تقدم.
¬_________
(¬1) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬2) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬3) بياض في (أ)، وأتممته من (ب).
(¬4) من (ب).
(¬5) في (ب): من صلاتهم.
(¬6) من (ب).

الصفحة 75