كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

وفي رواية (¬1): «وكانوا من جن الجزيرة».
وذكر عن (¬2) ابن مسعود أيضا أنه قال: ءاذنته بهم شجرة (¬3)، يعني آذنت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجن.
وذكر أبو داود عن ابن مسعود قال: قدم وفد الجن على النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالوا: يا محمد انْه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة (¬4) أو حممة، فإن الله جاعل لنا فيها رزقا، قال: فنهى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك (¬5).
قوله الحممة هي واحد الحمم، وهو الفحم (¬6)، ذكر ذلك أبو عبيد (¬7).
وخرج البخاري (¬8) عن أبي هريرة أنه كان يحمل مع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الإداوة لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة (ق.151.أ) فقال: «ابغني أحجارا، أستنفض بها ولا تأتني (¬9) بعظم ولا
¬_________
(¬1) خرجها مسلم (450) والترمذي (3258) وأحمد (1/ 436) والبيهقي (1/ 109) من مرسل الشعبي.
(¬2) ليس في (ب).
(¬3) رواه مسلم (450).
(¬4) في (ب): ورثة، وهو تصحيف.
(¬5) رواه أبو داود (1/ 10) والبيهقي (1/ 109) بسند جيد.
(¬6) في (ب): قوله الحمم: هو الفحم، واحدتها: حممة.
(¬7) غريب الحديث (194) بنحوه.
وقال الجوهري (5/ 231): والحمم الرماد والفحم وكل ما احترق من النار، الواحدة حممة.
(¬8) رواه البخاري (3/ص1401، رقم 3647) والبيهقي (1/ 107) والطحاوي (1/ 124).
(¬9) كذا في (ب) وصحيح البخاري، وفي (أ): تأتي.

الصفحة 771