كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

تسلموا من أقواله إلا القليل، وأكثر ما تضمنه كلامكم، فلم بنيتم كتابكم على كتابه؟ وهلا جعلتموه كتابا مستقلا بنفسه، وذكرتم فيه أقوالكم التي ارتضيتموها مجردة عن ذكر أقوال الحميدي وعن الانتقاد عليه؟
فالجواب: أن الذي فعلناه في ارتباط هذا الكتاب أولا بكتاب الحميدي إنما حملنا عليه ثلاثة أوجه:
أحدها: إن الوقوف على كتاب الحميدي كان السبب في التصفح للمعاني المودعة فيه، فإنه رحمه الله ألم في الكلام عليها بأشياء تفطن لها من الحديث، فهو وإن لم يتخلص فيها لم يسبق إليها.
فلما وقفنا على كتابه وأدركنا عليه الانتقاد فيه لأول وهلة ثم أخذنا في تأليف تلك المعاني ونظمها، رأينا أن من الإنصاف ألا نطرح كلامه فسقناه منسوبا إليه من (ق.156.ب) (غير أن نحذف منه) (¬1) شيئا، ثم أتبعناه كلامنا بعد.
ولا يضر كوننا نخالفه في بعض ما يقوله، إذ (الفضل له في التقدم إلى) (¬2) تلك المآخذ اللطيفة.
الثاني: إن ظهور الحق في الشيء (المتكلم عليه إذا) (¬3) كان الكلام فيه بين اثنين أكثر من ظهوره إذا تكلم المنفرد (¬4) فيه وحـ (ـده من حيث) (¬5) إن
¬_________
(¬1) من (ب) وفي (أ) بتر.
(¬2) من (ب) وفي (أ) بتر.
(¬3) من (ب) وفي (أ) بتر.
(¬4) في (ب): المفرد.
(¬5) من (ب) وفي (أ) بتر.

الصفحة 796