كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

وهذا حين نأخذ في سبيل ذلك ونبين حقيقة مذهبنا فيه، وظهور برهاننا له (¬1) إن شاء الله، فنقول وبالله التوفيق:
قد صح النص على ما نبين بعد هذا أن جميع ولد آدم - عليه السلام - عند الله تعالى على ثلاث طبقات: الأولى هم المقربون، وهم النبيون عليهم السلام والشهداء فقط.
وهؤلاء ناهضة (¬2) أرواحهم إلى الجنة إثر خروجها من أجسامهم عن هذا العالم الذي نحن فيه، وبرهان ذلك أنه لم يختلف مسلمان في أن الأنبياء عليهم السلام الآن في الجنة، وكذلك الشهداء.
وقد صح هذا بالنص وأخبر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3) أنه رأى الأنبياء عليهم السلام في ليلة الإسراء به (¬4): «آدم في سماء الدنيا، ويحيى وعيسى عليهما السلام في الثانية، ويوسف - عليه السلام - في الثالثة، وإدريس - عليه السلام - في الرابعة، وهارون - عليه السلام - في الخامسة، وموسى وإبراهيم عليهما السلام في السادسة والسابعة».
¬_________
(¬1) سقط من (ب).
(¬2) هكذا في النسختين.
(¬3) يشير إلى حديث الإسراء، وقد رواه البخاري (7079) عن شريك بن عبد الله أنه قال سمعت أنس بن مالك.
وقد تقدم.
(¬4) كذا في (ب)، وفي (أ): أبيه.

الصفحة 806