كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

اللهم إلا أن يكون وجه آخر وهو أن يزاد في كيفية عذاب من هو أكثر شرا، ويفتر من عذاب من هو أقل شرا، فيكونا قد اتفقا في مدة العذاب واختلفا في شدته وتهوينه، فهذا أيضا ممكن، والله أعلم بأيهما يكون إلا أنه لابد من أحد الوجهين، إذ ما عداهما مخالف لوحي الله تعالى إلى رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وما خالف الوحي فهو باطل بلا شك.
ثم نظرنا في قليل الخير قليل الشر مع قليل الخير كثير الشر فوجدناهما قد استويا في قلة الخير واختلفا في كمية الشر، نعني في قلته وكثرته (¬1) فصح خروجهما من النار معا ولابد، إذ مقدار خيريهما واحد.
فإذ (¬2) ذلك كذلك فلا بد من تقديم كثير الشر في دخول النار، إذ مقدار الاقتصاص منه أكثر من مقدار الاقتصاص من الذي هو أقل شرا منه فيقدم عليه بمقدار ما يقتص منه من الزيادة التي تزيد على شر الآخر ضرورة، ثم يدخل الآخر (¬3) ليكون خروجهما (من النار) (¬4) معا.
والوجه الآخر كما قدمناه وهو أن يدخلا النار معا فيزاد في عذاب الأكثر شرا، ويفتر عذاب الأقل شرا، فيتفقان (¬5) في المدة ويختلفان في شدة العذاب وتهوينه، والله أعلم.
¬_________
(¬1) في (ب): في كثرته وقلته.
(¬2) في (ب): إذن.
(¬3) في (ب) هنا زيادة: ضرورة، ثم يدخل الآخر. وهو وهم.
(¬4) سقط من (ب).
(¬5) في (أ): فينقصان.

الصفحة 817