كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 2)

فيها عشر مرات، كما صح عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من طريق أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. (¬1)
وهم من فضل لهم التصديق بالإسلام والنطق به مرة واحدة على ما معه من المعاصي، ومن لم يفضل له شيء بأن استوت حسناته وسيئاته فوقفوا بين الجنة والنار حتى فضل لهم التصديق والنطق به مرة واحدة، وهم أهل الأعراف.
وهاتان الطبقتان لا تعذبان بالنار أصلا، ومن فضلت له معصية على كل (¬2) ما معه من الخير، ومن لم يعمل خيرا قط غير التصديق بالإسلام والنطق به مرة واحدة فقط.
وهاتان الطبقتان هما المجازاتان بالنار:
إحداهما على ما فضل لها من المعاصي على ما كان لها (¬3) من خير.
وهي الخارجة من النار بالشفاعة المتقدمة في الخروج على مقدار تفاضلها فيما عملت من الخير الذي قد (¬4) سقط تفضيله بمقابلة معاصيهم له.
والثانية: على ما عملت من الشر، وهي الخارجة من النار برحمة الله تعالى لا بالشفاعة، وهي آخر من يخرج من النار.
وكل هذه الطباق الأربع لم يفضل لها شيء غير التصديق بدين الإسلام والنطق به مرة واحدة فقط.
¬_________
(¬1) هو طرف من حديث الشفاعة، وقد تقدم، وهو عند مسلم (188) من حديث أبي سعيد، ورواه البخاري (6202 - 7073) ومسلم (186) عن ابن مسعود.
(¬2) ليس في (ب).
(¬3) في (ب): لهما، وهو خطأ.
(¬4) سقط من (ب).

الصفحة 825