كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل (اسم الجزء: 1)

باب

(هل الأنبياء الآن في الجنة؟ وهل السماوات هي الجنة؟) (¬1)
نرجع إلى ما ذكره الحميدي على وجه الاحتجاج لباقي كلامه الذي حكيناه عنه، فنتكلم عليه ونجيب عنه (¬2) بحول الله.
فنقول: تقدم له (¬3) هنالك أن أرواح الأنبياء والشهداء تكون في الجنة بإثر الموت.
والشهداء يأتي ذكرهم في فصل بعد هذا.
وأما الأنبياء فلا يشك مسلم أنهم الآن عند الله تعالى (¬4) مكرمون، كما هم الملائكة يلتذون بذكره ويسبحون بحمده.
لكن احتجاج الحميدي على أن جميع الأنبياء في الجنة بأن النبي - عليه السلام - رأى الأنبياء ليلة الإسراء في السماوات مدخول من وجهين:
أحدهما: أن الأنبياء الذين رآهم النبي - عليه السلام - تلك الليلة عدد محصور منهم، فمن (أين) (¬5) له بأن الذين لم يرهم النبي - عليه السلام - من سائر الأنبياء مثل
¬_________
(¬1) هذا العنوان زيادة مني.
(¬2) سقط من (ب).
(¬3) كذا في (أ)، وفي (ب): لنا، وهو خطأ لأن هذا قول الحميدي.
(¬4) ليس في (ب).
(¬5) ليست في النسختين والسياق يقتضيها.

الصفحة 92